قصة حب مصطفى قمر القمر

قصة حب



في احد ايام الشتاء القارس بالاسكندرية وبالتحديد في شهر يناير كان اللقاء الاول بين مصطفي قمر وغادة كان ذلك منذ ستة سنوات وقتها كان مصطفي طالبا في كلية التجارة بجامعة الاسكندرية ويهوي التنقل بين الكليات بالجامعة حاملا جيتاره ليغني للطلبة فقد كان يهوي الفن ويحاول ان يتواجد علي سطح الحياة الفنية وهناك في كلية الاداب وجدها حزينة منذ اللحظة الاولي التي وقعت عينه عليها ولانه خجول فلم تكن لديه الجراة علي الذهاب اليها ومحادثتها واكتفي بالذهاب الي كلية الاداب يوميا يختلس النظرات اليها واعتاد اصدقاءه علي مشواره اليومي الذي استمر لمدة شهر الي ان لعبت الصدفة دورا هاما في اقترابه منها حيث اكتشف ان له صديق وزميل لها في الكلية وهو الامر الذي سهل لمصطفي مهمة التعارف فلم يضيع وقتا واتجه الي زميله طالبا منه ان يساعده في التعرف علي حلمه الرومانسي ومنذ اللحظة الاولي التي تعرف عليها مصطفي شعر بالحب يغزو قلبه وعقله ويزلزل كيانه وقرر فورا ان تكون غادة هي شريكة حياته.



وفيما كان هذا هو شعور مصطفي تجاه غادة كان العكس بالنسبة لغادة فحينما تم التعارف لاول مرة بينها وبين مصطفي عن طريق احد الاصدقاء المشتركين لم يكن مصطفي قد لفت نظر غادة من قبل الا انه منذ اللحظة الاولي التي تعرفت به شعرت بان هناك قوة تجذبها اليه ولم يستطيع تحديد ما هي تلك القوي التي كانت اقوي منها وجرفها التيار نحو حب مصطفي وكان طبيعيا ان يترجم هذا الحب الي زواج بعد ان تاكدت غادة ان مصطفي هو فارس احلامها ومستقبلها.



وتعددت اللقاءات بين الاثنين وجميعها كانت لقاءات داخل الحرم الجامعي وعندما تاكد الاثنان من مشاعرهما قرر مصفي الا يترك الامر او يضيع من الوقت ما يندم عليه فيما بعد فروي الي والدته قصة حبه وهي اقرب الشخصيات اليه في الحياة طلب منها المساعدة والمشورة وعلي الفور باركت ست الحبايب هذا الحب وقامت بنقل رغبة ابنها البكري في الارتباط الي والده الذي سرعان ما بارك هو الاخر هذا الحب العذري وعقت الاسرة اجتماعا عائليا لبحث هذا الامر وكيفية التعرف علي اسرة غادة وكانت الاقدار قد رسمت لمصطفي وغادة الطريق دون ان يدريان فقد كانت اسرة مصطفي تستعد لزواج ابنتهم الكبري اماني وانتهزت اسرة مصطفي الفرصة لتوجيه الدعوي لاسرة غادة لحضور حفل زفاف ابنتهم وطار مصطفي بهذا القرار فرحا بعد ان شعر ان الطريق اصبح ممهدا علي المستوي الاسري وزاد من فرصته قبول اسرة غادة الدعوي وحضروا من دمياط مسقط راسهم الي الاسكندرية حيث يعيش مصطفي واسرته لحضور حفل زفاف شقيقته وتعارفت الاسرتان.



ولم تكن الاسرتان في حاجة الي اكتشاف بعضهما فسرعان ما انصرهتا الاسرتان في علاقة حميمة تولدت مع اللحظة الاولي التي تعارفا فيها وكان القدر قد مهد هذا اللقاء من اجل ان ترتسم السعادة علي حياة مصطفي وغادة وقتها لم يكن مصطفي يعلم عن الخطوة التالية اي شئ سوي تاكيد اسرته علي مباركة قصة حب ووقتها ايضا كان مصطفي يبحث عن تحقيق حلمه الاكبر وتحقيق رغبته في الاشتغال بالفن فكان يتردد علي القاهرة ليعقد جلسات عمل مع الموزع الموسيقي يحي خليل اول من اقتنع بصوت قمر وفي احدي زيارات مصطفي ليحي في منزله فوجئ بوالده ووالدته يتصلان به من الاسكندرية ويبلغانه انهما يتحدثان من دمياط وبالتحديد من منزل غادة وهما يتفقان مع اسرتها علي زواجهما وقتها شعر مصطفي بسعادة غامرة وعلي قدر هذه السعادة كان حزينا وسبب هذا الحزن عدم وجوده في هذه اللحظة التي يتقرر فيها مصيرة مع شريكة مستقبله وحلم حياته والفتاة التي تمني الزواج منها منذ اللحظة الاولي التي وقع نظره عليها.



بينما كان الموقف في دمياط مختلفا فالامر كان بالنسبة لغادة مفاجاة ولم يكن له مقدمات من جانب اسرة مصطفي او اسرتها وان كان الامر قد وضح بين الاسرتين الا ان الخطوات التنفيذية لم يتخذا بشانها قرارا بعد ولذلك كانت زيارة اسرة مصطفي لها في دمياط مفاجاة ولكن من تلك المفاجات السعيدة ولم يستغرق الاتفاق بين الاسرتين كثيرا فقد بات الامر واضحا والنقاط واضحة علي الحروف.



وعقب سلسلة من المقابلات والمداولات بين الاسرتين تنقلا فيها بين الاسكندرية ودمياط اتفق الطرفان علي تتويج تلك المقابلات بحفل خطوبة لجمع غادة ومصطفي وتحدد ميعاد الخطوبة في 30 سبتمبر 1988.. واقيم الحفل في منزل العروس بدمياط وقتها كان مصطفي قد حقق بعض النجاح الملحوظ علي المستوي الفني في الاسكندرية وزادت في داخله النزعة الفنية وباركت غادة النزعة بل كانت اول معجبة في طابور المعجبات بمصطفي بعد ذلك وان كانت لم تكن تتوقع ان يصادفه النجاح بهذه السرعة ولكنها كانت متاكدة من نجاحه مؤمنة بامكانياته الفنية وفي حفل الخطوبة اهدي مصطفي لعروسته اغنية من تلحينه لكنها خصيصا له المؤلف رضا زايد.. صديق عمر مصطفي ورفيقه في الدرب الفني وهي بعنوان عشانك وكانت الهدية ترجمة حقيقية لمشاعره الصادقة وكم كانت سعادة غادة بالاغنية المهداه اليها والتي ظلت حتي الان اغنية خاصة بغادة ولم تخرج عن كونها كذلك.



وبدات الخطوات نحو استقرار عش الزوجية وكان القدر اوجدهما في طريق بعضهما من اجل رفرفة السعادة عليهما فقد كان الطريق بعد ذلك مفروشا بالورود ولم تصادفهما اي عقبات وانتظرا فقط حتي اتمم الاثنان دراستهما وقررا الزواج وحدد ميعاد حفل الزفاف يوم عيد ميلاد غادة وكان ذلك يوم 18 سبتمبر عام 1993 وقتها اقيم الحفل في افخم فنادق الاسكنرية وحضره لفيف من الفنانين الذين تعرف عليهم مصطفي في بداية مشواره الفني كان قبل حفل الزفاف قد صدر لمصطفي اغنية زينة ضمن البوم غنائي ضم القديم من الاصوات التي لها باعا كبيرا في ذلك الوقت وكان مصطفي الوجه الجديد بالنسبة لهم... وحققت اغنيته نجاحا وسط هذه الكوكبة من المطربين والمطربات فحقق لنفسه بعض الشهرة التي اهلته فيما بعد لان يقتحم عالم الغناء بقوة ما يتحقق فيه الشهرة والنجاح.



وفي فرحهما وكما حدث في حفل خطبتهما اهدي مصطفي لعروسه اغنية خاصة بعنوان اهواكي كتب كلماتها ولحنها شقيقه ياسر ليصبح لغادة اغنيتين خاصتين من زوجها مصطفي الذي رفض ان يغني هاتين الاغنيتين لغير غادة وحتي لو كان ذلك في جلساته الخاصة فالاغنيات من وجهة نظره ملك لغادة.



وتم الزواج بين مصطفي وغادة وكان هذا الزواج المبارك من قبل الجميع فاتحة خير علي مصطفي فمن بعده انطلق الي افاق ارحب في عالم النجومية والتالق مستند علي زوجته غادة التي كان لها الراي الاول في اعماله التي يقدمها لجمهور فهي بالنسبة لمصفي سنده الحقيقي في الحياة وعادة ما يلجا اليها في كافة الامور ورايها ضروري بالنسبة له لانه يعتبرها ذواقة للفن ولديها رادار قوي للعمل الناجح وتميزه وسط عشرات الاعمال الاخري ودائما ما كتب النجاح للاعمال التي توقعت غادة لها النجاح منذ ان سمعتها لاول مرة علي الجيتار وايضا يحرص مصطفي علي ان يصطحبها معه في جميع الحفلات او السفريات خارج مصر او داخلها حيث يتفاءل بوجودها وسط الجمهور ويشعر حينما تقع عيناه علي عنيها اثناء غنائه انه يغني لها فقط فيتايش مع ما يقدمه وتلتهب الصالة حماسا باغانيه.



اما غادة فهي تعتبر مصطفي من الشخصيات الطيبة وهو حساس ويمتلك مقومات وصفات الفنان ولا تختلف طباعه داخل المنزل او خارجه وهو واضح في تعاملاته صريح في التعبير عن رايه وقادر علي الوصول الي اعماق من يتحدث اليه بسهولة ولديه المقدرة الكبيرة علي الاقناع ولذلك فان غادة لا تنزعج من الشائعات التي يتعرض لها زوجها لانها تاخذ تلك الامور بهدوء وثقة في النفس.

نفسي احب بالشكل ده .....